تازة مدينة مغربية من أقدم المدن العالمية، تقع ب120 كلم شرق فاس. تعتبر مركز هام، نظرا لموقعها الجغرافي، وسط المغرب، كانت تعتبر عاصمة وأهم نقطة تحول من حكم لآخر ومن دولة لأخرى، إذ كان يستحيل السيطرة على المغرب دون التحكم في تازة.لعبت أدوارا مهمة في تاريخ المغرب، علميا، و جهادا ضد المستعمر، و عرفت مراحل صعود و تراجع. عدد سكان المدينة لسنة (2008) : 220000 تقديرات.
تقع مدينة تازة بالممر الذي يصل المغرب الشرقي بالمغرب الغربي, ويشكل هذا الموقع نقطة تحول بين حوض ملوية الشبه جاف, من جهة الشرق, وحوض إيناون الخصب, من جهة الغرب, الذي يمتد في اتجاه الحوض الأسفل لسهل سايس، كما يمكن اعتبارها منطقة وصل بين الأطلس المتوسط الشرقي الجنوبي ومقدمة الريف الشمالي. ونظرا لهذا الموقع المتميز الذي يرتفع عن سطح البحر ب 585 م فإن الهدف الأساسي وراء نشأتها, منذ القديم وإلى بداية الفترة المعاصرة, كانت وظيفة عسكرية أمنية حمائية في المقام الأول. عرفت منطقة تازة الاستقرار البشري منذ عصور قديمة, ويدل على ذلك ما عثر عليه من مخلفات بشرية, أواني فخارية, نقوش داخل المغارات, عظام, أدوات حجرية وحديدية. وفي مرحلة موالية أنشأت قبيلة مكناسة الزناتية مكناسة تازة, وأقام بها المرابطون قلعة, وفي العصر الموحدي أسس عبد المومن بن علي سورها وشيد بها المسجد الجامع الأعظم سنة 542 هـ /1147 م, واتخذت المدينة كرباط فأصبحت تعرف برباط تازا. دخل المرينيون رباط تازة سنة 614 هـ / 1217 م, حيث اتخذوها عاصمة مؤقتة نظرا لموقعها المحصن, وخصوها بمجموعة من المعالم المعمارية.وفي العصر الوطاسي كان رباط تازا عبارة عن مدينة تضم ثلاث مدارس وعدد من الحمامات والأسواق, وبعد الاضطرابات التي عرفتها المدينة أواخر العصر المريني استرجعت بعض أهميتها العسكرية, فأضيفت إليها بعض التحصينات, على غرار برج البستيون الذي شيد في عهد أحمد المنصور الذهبي, في الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة. وفي العصر العلوي كان السلطان مولاي رشيد, الذي دخلها سنة 1075 هـ / 1665 م, أول من اهتم بمدينة تازة, ويرجع ذلك إلى ما كان للزاوية الدلائية من قوة ونفوذ بعد تحكمها في المحور التجاري التقليدي فاس - سجلماسة, فاتخذها قاعدة لمحاصرة فاس والاستيلاء عليها, وقد أحدث مولاي رشيد بعض التغييرات بالمدينة, فحول ما يعرف بدار المخزن و المشور من جوار المسجد الجامع الأعظم إلى محاذاة البستيون الشهير, في الجهة الجنوبية الشرقية من المدينة, وأعاد تجديد المسجد الجامع الأعظم. أما في بداية القرن العشرين فأصبحت المدينة تنقسم إلى حيين الأول في الشمال يحيط بالجامع الكبير, ويعرف ب " موالين الجامع ", والثاني بالجنوب, ويعرف " الفوقيين ", نظرا لطابعه المرتفع. وقد خضع هذا التقسيم للخصائص الطبوغرافية والطبيعية لموقع المدينة. تنقسم مدينة تازة إلى قسمين القسم الأول تحتي والقسم الثاني أفقي . القسم الأفقي المسمى ب "تازة العليا الممتد من "باب الريح"(أحد الأزقة التازية) إلى حي"الكوشة".
و من بين الأحياء المعروفة في مدينة تازة نجد" الكوشة وهي عبارة عن تجمع سكني متوسط .وكذلك نجد الجامع الكبير وزقاق الوالي والمدينة القديمة اضافة إلى عدد كبير من الشيوخ والأولياء الصالحين من بينهم سيدي عيسى ... وكذلك نجد في مدينة تازة مناظر خلابة وتمتاز أيضا بهوائها النقي وتضاريسها الجميلة ونجد أيضا قرية رأس الماء الخلابة وباب بودير المخيم الرائع اضافة إلى أدمام ومغراوة وبويبلان
معنى تازة
يلاحظ المؤرخون أن مدينة تازة كانت موجودة قبل الفتح الإسلامي بمآت السنين،ولعل تسميتها بهذا الاسم هو أنها كانت في الأصل 'تيزي' بكسر التاء و تشديد الزاي و معناها البربري الثنية أي العقبة، ويؤيد هذا أن كل من صعد إلى مكان مرتفع تظهر له هذه الثنايا من كل الجهات،فهناك ثنايا تطل على مكناسة الشرقية،و ثنايا تطل على ملوية وثنايا مكناسة الغربية وتمتد بك هذه الثنايا إلى جبل الطواهر ذي المنعرجات والشعاب الوعرة ويؤكد هذا الفهم الدكتور عبد الهادي التازي في كتابه'رسائل مخزنية' ص 12 حيث يقول:'وإذا كانت كلمة تازي تعني بالفارسية معنى (عربيا) فإنها عندنا نسبة لتازة التي هي تعريب للفظ 'تزا' الزناتية التي تؤدي معنى الثنايا،والواقف بأعلاها تقابله فعلا الثنايا و المنعرجات من جميع الجهات نبذة تاريخية عن المدينة لقد لعبت مدينة تازة أدوارا هامة في تاريخ المغرب القديم و الحديث،فظهرت لأول مرة على المسرح السياسي بعد الفتوحات الإسلامية أيام الدولة الإدريسية،فبعد وفاة المولى إدريس الثاني تولى الحكم بعده ابنه محمد الذي قسم المغرب على إخوانه كرؤساء للنواحي،وكان من نصيب أخيه داوود تازة،ثم دخلهاالمرابطون سنة 452 ه على يد أبي بكر بن عمر، وفي سنة 529 ه دخلها عبد المؤمن بن علي الموحدي في غزوته الكبرى التي كانت نهاية لدعوة المرابطين وفي عهد عبد المؤمن بن علي الموحدي تم بناء الشطر الأول من المسجد المعروف بالجامع الكبير سنة خمسمئة واثنين و أربعين هجرية،وفي عهد المرينيين أظيفت إلى المسجد المذكور زيادات مهمة:بلاطات في قبلته،وبلاطان شرقي و غربي مع إصلاح صحنه الذي كان قريب السقوط، وكان الفراغ من بنائه في أواخر شوال سنة 691 للهجرة المسجد الأعظم بتازة تاريخ و حضارة تقع مدينة تازة على هضبة ترتفع عن سطح البحر بأزيد من 600 متر،وتمتد على مسافة خمسة كيلومترات تقريبا،وتمتاز بثلاث جهات،ففي الجهة الأولى يوجد حي المحطة،وفي الجهة الثانية المدينة الجديدة،وفي الثالثة المدينة القديمة و آثارها التاريخية وفي قلب هذه المآثر يوجد المسجد الكبير أو الجامع الأعظم كما يسميه التازيون،هدا المسجد بدأ الموحدون بناءه في أوائل القرن السادس الهجري،لكنه لم يتم على الشكل الذي ما يزال عليه إلا في عهد المرينيين الذين أتموا شطره الثاني،فأضافوا إليه ست بلاطات و قبة مشرفة على المحراب تعتبر من أهم القباب تصميما و زخرفة و أجملها رونقا و فتونا،و قد وقع تجميل المسجد بثريا فريدة ،أمر السلطان أبو يعقوب يوسف المريني بتعليقها سنة 694 ه وتعتبر هذه الثريا مفخرة من مفاخر المغرب،فقد ركبت أجزاؤها بأياد مغربية متأثرة بالفن الأندلس،ويفوق وزنها 32 قنطارا وتحتوي على 514 سراجا أصبحت اليوم مصابيح كهربائية،ونقشت عليها بالخط الكوفي آيتان،الأولى من سورة النورتبتدئ بعد التعوذ و البسملة: (الله نور السماوات و الأرض...إلى قوله تعالى: يرزق من يشاء بغير حساب). والثانية تبتدئ بقوله تعالى: (آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه و المؤمنون.....إلى قوله تعالى: وانصرنا على القوم الكافرين).ولم تخل الثريا من أبيات شعرية -على عادة المغاربة- تؤرخ لحالها ولروعة جمالها و حسن هندستها وقد أنفق على هذه الثريا مع الزيادة في المسجد 8000 دينار ذهبي،وهي عالقة نازلة في وسط المسجد،تنير بضيائها.
ثريا الجامع الاعظم بتازة
يمتلك المغرب في مجال
الصناعات مثالا مؤرخا ألا وهو الثريا الكبرى بالمسجد الكبير بتازة، لقد ذكر صاحب
القرطاس أنه في سنة 693 للهجرة كمل مسجد تازة وزين بالثريا الكبرى النحاسية التي
تزن اثني وثلاثين قنطارا وتحمل خمسمائة وأربعة عشر كأس أو فنجان وعوضت راهنا
بمصابيح كهربائية،علقت في وسط المسجد، أمر بصناعتها السلطان يوسف أبو يعقوب وقد
تكلفت تلك الأعمال ثمانية آلاف دينار. ويذكر م. تيراس أن تلك الثريا وضعت بمكانها
سنة 1294م وأنها تعتبر أكبر ثريا في الإسلام إذ يبلغ ارتفاعها بما في ذلك القائم
أربعة أمتار ونصف المتر ويبلغ قطرها مترين ونصف المتر. هذا ولا زالت زخرفتها ذات
غنى وذات قيمة تسترعي الاهتمام فقد حفظت فناجين الثريا على نحو رائع، وقد نقشت
عليها آيتان: الأولى من سورة النور تبتدئ بعد التعوذ والبسملة من قوله تعالى:
} الله نور السموات والأرض
{ إلى قوله تعالى
} والله يرزق من يشاء بغير حساب
{ والآية الثانية من آخر سورة
البقرة تبتدئ بعد التعوذ والبسملة من }
آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمومنون
{ إلى قوله تعالى
} فانصرنا على القوم الكافرين
{ ، كما نقش في أسفل دائرتها
أبيات تعرف بنفسها للزائر، تقول الأبيات:
يا ناظرا في جمالي
حقق النظرا *** ومتع
الطرف في حسني الذي بهرا
أنا الثريا
التي تازا بي افتخرت *** على البلاد فما مثلي الزمان يرى
أفرغت في قالب الحسن الــبديع
كمــا *** شاء الأمير
أبو يعقوب إذ أمرا
في مسجد
جامع للناس أبدعه *** ملك أقام بعون الله
منتصرا
له اعتناء
بدين الله يظهره *** يرجو به في جنان الخلد ما
ادخرا
في عام أربعة
تسعون تتبعها *** من بعد ست من المئتين قد
سطرا
تاريخ هذه
الثريا والدعاء لأبي *** يعقوب بالنصر دأبا يصحب
الظفرا
ويقابل محراب هذا
المسجد جرس زيدت فيه بعض الدوائر النحاسية المنقوشة فأصبح على شكل ثريا صغيرة
الحجم، وقد صممت طبقا للتقاليد المتبعة بعد مراعاة تلك القواعد مع مقاييسها
المصغرة، وينتهي ساق هذه الثريا القصيرة بحلقة ذات خمسة فصوص وضعت فوق زهيرة ويتشكل
جسمها من ثلاثة أجزاء منشورية الشكل مسدسة الاضلاع ذات ارتفاع تنازلي، وتقترب
بهيئتها من شمعدان القرويين الذي يذكر بعصر محمد الناصر الخليفة الموحدي
الرابع.
هذا وقد قال بعض
الشعراء في محراب هذا الجامع وفي الثريا العظيمة والعنزة البديعة الصنع هذه
الأبيات:
يكفيك يا تازا فخرا ***بمسجد
يتباهى
قل نظيره حسنا***فضله لا
يتناهى
محرابه و الثريا*** حاز العلا و
حواها
قد أبدعت فيه عنزا***يكفي الفتى أن
يراهـا
أحسنت يا ابن فتوح***اتقانها فـكـفـاهـا
تاريخها رشد خير***لمن تـولى
بـناها
يا رب صل
وسلم***على حبيبك
طـه
فيديو يستحق المشاهدة :
المسجد الأعظم بتازة
معمار المسجد :
باتفاق جميع المؤرخين و دارسي الآثار اعتبر العصر الموحدي أزهى عصور الحضارة العربية الإسلامية بالمغرب .... و مدينة تازة أخذت نصيبها من هذه الحضارة إذ يحق لها أن تفتخر بأنها شهدت أولى عمليات بناء و عمران الدولة الموحدية ، مع العلم أن البناء بها قد سبق هذا العصر الموحدي لكونها " الرباط " (رباط تازة ) المتحكم في الطريق السلطاني البري الرئيسي بشمال إفريقيا ، و هو قبل كل شيء يمثل مركز استقبال لكل الوافدين وهو المودع لكل الغادين ما بين الشرق و الغرب.
هذه الأهمية الإستراتيجية لموقع مدينة تازة جعلت الخليفة عبد المؤمن بن علي المؤسس الفعلي للدولة الموحدية يشيد بها عاصمته الأولى و يحصنها بالاسوار و المنشآت المدنية و العسكرية ، و يبني بها مسجده هذا إسوة بما يفعله الخلفاء و الملوك ، فكان آية في الروعة و الفخامة ، و قد رأينا مقصورته بهذا الجامع التي كانت حوالي المحراب ، و كان يصلي داخلها على عادة الملوك و الأمراء ...
لقد أنشأ هذا الجامع تخليدا لقيام الدولة الموحدية ، و كان بناؤه ما بين عامي: 527 ـ و 528 ه ( 1133 ـ 1134 م ) تحت إشراف صاحب التقييد و الإنفاق أبي داوود يلول بن جلداسن التازي .و قد وضعت صومعته في موقع من الجامع يسمح للمؤمن مشاهدتها في كثير من الاتجاهات من شوارع المدينة و يصعد إلى أعلاها ب 189 درج . و تتسم ببساطة الزخرفة و قوة البناء تمشيا مع مذهب التقشف الذي سلكه الموحدون في بداية أمرهم .
و على العهد المريني أمر السلطان أبو يعقوب يوسف بتوسيع هذا الجامـــع و الزيادة فيه ... فأضاف إليه أربع بلاطات في قبلته ، و بلاطين شرقي و غربي الجامع مع الصحن .
تقدر مساحة هذا الجامع ب 3000 متر مربع و هذا ما جعله يحتل حاليا الرتبة السابعة بين مساجد المغرب ... أما من ناحية قيمته المعمارية و الجماليــــة و التراثية فيحتل مكانة متقدمة فريدة و ممتازة .
يقول المؤرخ المغربي ″ حسن الوزان ″ المعروف عند الأوربيين بـ : ″ ليون الإفريقي ″ أن جامع تازة أكبر من جامع فاس .
لا تزال بالجامع أربع رخامات عبارة عن ساعات شمسية كانت تستخدم لضبط أوقات الصلاة .
كما أخذ علماء الآثار بإدارة الحماية الفرنسية في العهد البائد ( من بين ما أخذوه ) من هذا المسجد الإسطرلاب العلمي الفريد من نوعه الذي كان يستعمل للرصد و تعليم الطلاب علم الفلك .
لهذا المسجد أحباس مدونة على رخامتين موجودتين على حائط مدخله الرئيسي
كما أن الساحة الكبرى لهذا الجامع تضم رفاة السلطان المريني أبي الربيع سليمان الذي توفي بتازة عام 710 هـ ( 1310 م ) .
و في العقد الرابع من القرن الماضي تمت زيارة المغفور له محمد الخامس لمدينة تازة فصلى بهذا الجامع و حبس على القراء به مائة نسخة من مصحف القرآن الكريم . و أمر وزارة الأوقاف بترميمه ، و تنفيذا لذلك عملت الوزارة على إصلاحه ، و خلال مرحلة الإصلاح تمكن المؤرخ الفرنسي هنري طيراس ( مدير مدرسة الدراسات العليا المغربية سابقا ) من دراسة عمار ة هذا المسجد الإسلامية، فألف في ذلك كتابا تحت عنوان : « La grande mosquée de Taza » طبع بفرنسا ، كما ألف كتابا مشابها عن مسجد اشبيلية بالأندلس .
الخزانة العلمية :
توجد بالمسجد الأعظم خزانة علمية أعدُّها الآن أقدم خزانة علمية بالغرب الإسلامي كانت و لازالت تزخر بالمخطوطات النادرة ، أنشئت في أول مرة قصد حفظ كتاب " الشفا " للقاضي عياض مع رسائل الموحدين و غيرها من الكتب الدينية و العلمية الهامة .
و قد جددت مرافقها على العهد المريني لتشمل ذخائرهم كذلك ، و منها كتاب :" تحفة النظار في غرائب الأمصار و عجائب الأسفار " لابن بطوطة . إذ يوافق تاريخ الانتهاء من تأليف هذه الرحلة التأسيس الثاني لهذه الخزانة على عهد أبي عنان فارس المريني سنة 757 هـ حسب ما هو منقوش حول إطار باب الخزانة القديم داخل المسجد
و قد وضع لها محمد المنوني سنة 1973 م مختصرا في لائحة توجد ضمن الفهارس العامة بالخزانة العامة بالرباط . ثم وضع لها محمد بن إبراهيم الكتاني الجذاذات ليجيء بعدهما عبد الرحيم العلمي فيحكم فهرستها في جزأين .
المنبر :
يعد منبر الجامع الكبير بتازة العليا أحد المنابر التاريخية الأثرية الثلاثة الموجودة في المغرب منذ أكثر من ثمانية قرون ، فالثاني يوجد بمراكش و الثالث بفاس مرممان و على أحسن حال و يخضعان للعناية المستمرة . و حسب معلوماتي فإن منبر تازة كان و لا يزال أحسنهما ، فهو غاية في الصنعة و الجمال ، مصنوع من خشب الأبنوس ، مزخرف بطريقة الحشوات المجمعة و المطعمة بالصدف و العاج . و حسب الباحث " طراس " فهو من صنع الموحدين ، أعيد ترميمه على العهد المريني . و قد اعتلاه على مر أزمنته ثلة من الخطباء الفطاحل الأعلام الذين خطبوا في الناس بالموعظة الحسنة .
و على قريب أيامنا هذه احتُفظ به في جناح بالمسجد الأعظم في انتظار ترميمه كتحفة ناذرة بتازة كما هي بفاس و مراكش . و بإصلاحه نكون قد صُنا جزءا من ذاكرتنا و حافظنا على جانب من تراثنا الديني و الحضاري.
الثريا
تعد ثريا المسجد الأعظم بتازة مفخرة للمغرب ...و بقراءة أخرى فهي دليل على مكانته المتقدمة في الصناعة و تطويع الصلب في القرن 13 الميلادي ، و بالإضافة إلى قيمتها الفنية فهي تحفة و معلمة أقامها المغاربة كشاهد في التاريخ على تمكن علمائهم من الابتكار و التصنيع مثل ما فعله الفرنسيون بعدهم ب ( ستة قرون ) حيث شيدوا برج إيفيل ( la tour Effel ) في القرن التاسع عشر.
توجد ثريا تازة وسط المسجد الأعظم كعنقود مضيء ، يبلغ وزنهـــــا اثنين و ثلاثين قنطارا ، و عدد كؤوسها خمسمائة و أربعة عشر كأسا .... أنفق السلطان المريني يوسف أبو يعقوب على صناعتها مع الزيادة في الجامع ثمانية آلاف دينار ذهبا . علقت سنة 694 هـ ( 1295 م ) فبهرت كل العيون التي رأتها على مر العصور و الأزمان، و ها هي تصف حالها في مطلع القصيدة التي نقشت عليها :
يا ناظرا في جمالي حقق النظرا
و متع الطرف في حسني الذي بهرا
أنا الثريا التي تازة بـــي افتخرت
على البلاد فما مثلي الزمان يـــــرى
منبر الجامع الكبير بتازة
:
يبلغ ارتفاع هذا المنبر ثلاثة أمتار وسبع وعشرين سنتيمترا
ويشمل على ثمانية درجات، ويبلغ عمقه أي طوله من الظهر إلى فتحة المدخل مترين وتسعة
سنتيمترات بينما يبلغ اتساعه أي عرضه ثمانين سنتيمترا ويحتفظ منبر تازة على كل من
وجهيه الجانبيين بالقسم الأكبر من زخارفه الأصلية غير أنه عانى من التغيرات الواضحة
في هيئته. وتشتمل الحشوة الدنيا على زخرفة أكثر قدما من باقي العناصر العلوية حيث
تنكشف أمامنا زخرفة لا تظهر في أثر آخر قبل ظهورها بمنبر الأشراف السعديين بمسجد
المواسين بمراكش إلا نادرا.
إن هيئة وتركيب منبر تازة قبل التغيير الذي أصابه تطابق
نظيرتها في منبر فاس الجديد وتعطينا عن طريق جانبيها وثيقة لا تنازع تسمح لنا برسم
مقارنة بين التحفتين وإذا ما كان من الصعب أن نعثر بمنبر تازة على الخطوط الأصلية،
فإن الاقتراب من التفاصيل يظهر لنا أن تحديد التضفيرات بجوانب المنبر شبيهة بنظيره
في منبر فاس الجديد، بل إن النقش الكتابي الكوفي الذي يحيط بها شبيه بالخطوط
الفاسية، غير أنه يلاحظ وجود فراغ بدرجات منبر تازة لا يوجد بمثال آخر وأن الدراسة
الدقيقة لهذا الجزء من المنبر تكشف عن أن تحديدا
(Tracé) رسم بواسطة خط أبيض خلفي أضيف
إلى التلبيس مثل تلبيس الخشب بالصدف أو العاج أو غيره.
صور لمدينة تازة :
صور لمدينة تازة :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق