الأربعاء، 4 يناير 2012

المــاسونيـــة

التعــريــف: 

 
الماسونية أو البناؤون معناها الحرفي هي "البناؤون" وفي الإنجليزية Freemasons أي"البناؤون الأحرار". هي عبارة عن منظمة أخوية عالمية يتشارك أفرادها عقائد وأفكار واحدة فيما يخص الأخلاق الميتافيزيقيا وتفسير الكون والحياة والإيمان بخالق إلهي. تتصف هذه المنظمة بالسرية والغموض وبالذات في شعائرها في بدايات تأسيسها مما جعلها محط كثير من الأخبار، لذلك يتهم البعض الماسونية بأنها "من محاربي الفكر الديني" و"ناشري الفكر العلماني.

أصول الماسونية :

هناك الكثير من نظريات المؤامرة حول تسمية الماسونية فهي تعني هندسة باللغة الإنجليزية ويعتقد البعض أن في هذا رمزاً إلى مهندس الكون الأعظم. ومنهم من ينسبهم إلى حيرام أبي المعماري الذي أشرف على بناء هيكل سليمان. ومنهم من ينسبهم إلى فرسان حراس المعبد الذين شاركوا الحروب الصليبية.

رمز الماسونية :

تجريبي الماسونية لها العديد من الرموز. أشهرها هي تعامد مسطرة المعماري مع فرجار هندسي. ولهذا الرمز معنيان:

  • معنى بسيط والذي يدل على حرفة البناء.
  • معنى باطني والذي يدل على علاقة الخالق بالمخلوق إذ يرمز إلى زاويتين متقابلتين: الأولى تدل على اتجاه من أسفل إلى أعلى ويرمز إلى علاقة الأرض بالسماء والأخرى من أعلى إلى أسفل ليدل على علاقة السماء بالأرض. ونجمة داوود لها نفس المعنى والذي يرمز إلى اتحاد الكهنوت (السماء) مع رجال الدولة (الأرض) وهو ما حققه داوود عند حكمه حين أسس سلالة حكم تعتمد على مساندة الكهنة اليهود.
وهناك عادة حرف G بين زاوية القائمة والفرجار، ويختلف الماسونييون في تفسيرها فالبعض يفسرها بأنها الحرف الأول لكلمة الخالق الأعظم "God" أو "الله"، ويعتقد البعض الآخر أنها أول حرف من كلمة هندسة Geometry، ويذهب البعض الآخر إلى تحليلات أعمق ويرى إن حرف G مصدرها كلمة "gematria"، والتي هي 32 قانونا وضعه أحبار اليهود لتفسير الكتاب المقدس في سنة 200 قبل الميلاد .
من الناحية التنظيمية هناك العديد من الهيئات الإدارية المنتشرة في العالم، وهذه الهيئات قد تكون أو لاتكون على ارتباط مع بعضها البعض ويرجع عدم التأكد هذا إلى السرية التي تحيط بالهيكل التنظيمي الداخلى للماسونية ولكنه وفي السنوات الأخيرة بدأت الحركة تتصف بطابع أقل سرية. ويعتبر الماسونيون أن ما كان يعتبر سرا أو غموضا حول طقوس الحركة وكيفة تمييز الأعضاء الأخرين من التنظيم، كان في الحقيقة تعبيرا عن الالتزام بالعهد والولاء للحركة التي بدأها المؤسسون الأوائل وسار على نهجها الأجيال المتعاقبة .
يردد الماسونيون كثيراً كلمة "المهندس الأعظم للكون" التي تشير إلى الله، إلا أن بعضهم يرددها إلى "حيرام أبيف" مهندس هيكل سليمان . كما يذكر البعض أن الحرف G يمثل كوكب الزهرة (كوكب الصباح)، وبالنسبة لهم، كوكب الزهرة يمثل العضو الذكري عند الرجل، وهو أيضا أحد أسماء الشيطان وهو يمثل عند الماسونيين الإله "بافوميت" (الإله الذي أُتهم فرسان الهيكل بعبادته في السر من قبل فيليب الرابع ملك فرنسا، وهو يجسد الشيطان "لوسيفر" ملاك النور المطرود من الجنة).

 









دستور الماسونية :

في عام 1723 كتب جيمس أندرسون (1679 - 1739) "دستور الماسونية" وكان أندرسون ماسونيا بدأ حياته كناشط في كنيسة إسكتلندا وقام بنجامين فرانكلين بعد 11 سنة باعادة طبع الدستور في عام 1734 بعد أنتخاب فرانكلين زعيما لمنظمة الماسونية في فرع بنسلفانيا . وكان فرانكلين يمثل تيارا جديدا في الماسونية وهذا التيار اضاف عددا من الطقوس الجديدة لمراسيم الأنتماء للحركة واضاف مرتبة ثالثة وهي مرتبة الخبير Master Mason للمرتبتين القديمتين، المبتدئ وأهل الصنعة.
من الجدير بالذكر ان النسخة الأصلية للدستور الماسوني الذي كتبه أندرسون عام 1723 واعاد طبعه فرانكلين عام 1734 كانت عبارة عن 40 صفحة من تاريخ الماسونية من عهد آدم، نوح، إبراهيم، موسى، سليمان، نبوخذ نصر، يوليوس قيصر، إلى الملك جيمس الأول من إنكلترا وكان في الدستور وصف تفصيلي لعجائب الدنيا السبع ويعتبرها إنجازات لعلم الهندسة وفي الدستور تعاليم وامور تنظيمية للحركة وأيضا يحتوي على 5 أغاني يجب أن يغنيها الأعضاء عند عقد الاجتماعات. الدستور يشير إلى ان الماسونية بشكلها الغربي المعاصر هو أمتداد للعهد القديم من الكتاب المقدس وان اليهود الذين غادروا مصر مع موسى شيدوا أول مملكة للماسونيين وان موسى كان الخبير الماسوني الأعظم وهناك اقاويل ان المسيح الدجال هو القائد ولذالك يوجد رمز العين في كل شعاراته ويقال أيضا انه هو السامرى وهو يعتبر نفسه الفرقه الثالثه عشر الضائعه من الاسباط.

الهيكل التنظيمي :

هناك العديد من المقرات والهيئات الأدارية والتنظيمية لمنظمة الماسونية في بلدان عديدة من العالم ولا يعرف على وجه الدقة مدى ارتباط هذه الفروع مع بعضها وفيما إذا كانت هناك مقرا رئيسيا لجميع الماسونيين في العالم. هناك اعتقاد ان معظم الفروع هي تحت إشراف ما يسمى المقر الأعظم الذي تم تأسيسه عام 1717 في بريطانيا ويطلق على رئيس هذا المقر تسمية الخبير الأعظم Grand Master وهذا المقر شبيه إلى درجة كبيرة بحكومة مدنية وهناك مقرات أخرى تطلق على نفسها تسمية "المقر الأعظم" ويمكن ان يحضر اجتماعات مقر أعظم معين اعضاء ينتمون إلى مقر اعظم آخر شرط ان يكون هناك اعتراف متبادل بين المقرين الأعظمين وإذا لم يتوفر هذا الشرط لايسمح لأعضاء مقر معين بأن يطأ أقدامهم أرض المقر الأعظم الآخر .
يوجد في المملكة المتحدة مقر اعظم في لندن وايرلندا وإسكتلندا وهناك العديد من المقرات في كل دولة أوروبية وفي الولايات المتحدة يوجد مقر أعظم في كل ولاية. هناك منظمات تقبل عضوية الخبراء فقط مثل منظمة Scottish Rite التي لها مقرات رئيسية لاتطلق عليها تسمية المقر الأعظم، وبصورة مختصرة هناك مؤشرات إلى انعدام المركزية بين هذه المقرات ولكن البعض يعتقد ان هناك ترابطا واتصالا عميقا بين تلك الفروع . يعتبر المقر الأعظم في بريطانيا الذي تأسس عام 1717 الأقدم ثم تلاه المقر الأعظم في فرنسا عام 1728 . وكل هذه الفروع العظمى نشأت من أتحاد فروع أصغر. في معظم دول أمريكا الاتينية وفي بلجيكا يتم اعتبار المقر الأعظم في فرنسا كهيئة أدارية عليا أما بقية الفروع في العالم فتعتبر المقر الأعظم في بريطانيا كمرجع أعلى لها . في الولايات المتحدة بدأت المقرات العظمى في كل ولاية بالاعتراف ببعضها ويعتبر المقرات الكبرى في الولايات المتحدة في حالة تناسق مع المقر الأعظم في بريطانيا.

محافل دولية :

أفتتاح أي محفل جديد يجب أن يكون بأشراف وبموافقة المحفل الأعظم ويحق للماسوني الحاصل على مرتبة الخبير Master ان يزور أي محفل ويعترض الماسونيون على استعمال كلمة "محفل" ويفضلون تسمية "معبد الفلسفة والفن". استنادا إلى معتقد الماسونيين فان تلك المقرات أو أماكن التجمع تم بناءه من قبل الماسونيين الأوائل بالقرب من أمكنة عملهم في مشاريعهم البنائية واستنادا إلى نفس المعتقد فان لاحقة الأحرار أضيفت إلى الماسون أو البنائيين لأنهم كانوا بنائيين أو مهندسين في حالة استراحة أو حرية من العمل وكانوا يتجمعون في تلك الأماكن للراحة والتشاور. هناك مقرات عظمى ومحافل منتشرة في عدد من دول العالم. ومن اهم المحافل الماسونية المتخفية في شكل نوادي اجتماعية نادي (the lions)أو الليونز الذي اتخذ من الاسد شعارا له والمركز الرئيس له بمدينة(اوك بروك)بولاية ايلنوي الامريكية والجدير بالذكر ان كلمة الليونز تعني(حراس الهيكل) إشارة إلى الهدف الماسوني الأكبر وهو بناء هيكل سليمان. وقد اسسه ملفن جونز عام 1915 وظهرت اندية الليونز لاول مرة في ايار مايو 1917 في فندق لاسال في شيكاغو. والاسم مشتق من الاحرف الأولى للكلمة الانجليزية liberty intelligence our nations safety. ولا يستطيع اي شخص تقديم طلب انتساب إلى الليونز وانما هم الذين يرشحونه ويعرضون عليه ذلك. النادي الاخر هو نادي الروتاري وله فروع في معظم الدول العربية.والروتاري كلمة انجليزبة تعني الدوران أو المناوبة لان الاجتماعات تعقد في بيوت الاعضاء أو مكاتبهم بالتناوب. وهو احدى جمعيات الماسونية العالمية اسسه في العام 1905 المحامي الامريكي بول هارس بولاية شيكاغو ثم امتدت إلى جميع أنحاء العالم.

المبادئ والطقوس :

يصف الماسونيون حركتهم بمجموعة من العقائد الأخلاقية مثل الحب الأخوي والحقيقة والحرية والمساواة واستنادا على الماسونيين فان تطبيق هذه المبادئ يتم على شكل طقوس يتدرج العضو فيها من مرتبة مبتدأ إلى مرتبة خبير ، ويتم التدرج في المراتب اعتمادا على قدرة العضو على إدراك حقيقة نفسه والعالم المحيط به وعلاقته بالخالق الأعظم الذي يؤمن به بغض النظر عن الدين الذي يؤمن به العضو.
هناك الكثير من الغموض حول رموز وطقوس وتعاملات الماسونية وفي السنوات الأخيرة أدرك قادة الماسونية ان كل هذا الغموض ليس في صالح الماسونية وان السرية التي كانت ضرورية في بدايات الحركة قد تم استعمالها لنشر الكثير من نظريات المؤامرة حول الحركة فقامت الحركة بدعوة الصحافة والتلفزيون إلى الإطلاع على بعض الأمور المُتحفية، وتصوير بعض الجلسات ولكن لم يسمح لوسائل الإعلام بتصوير أو مشاهدة جلسات اعتماد الأعضاء .
استنادا على الماسونيين، الطقوس المستعملة والتي يصفها البعض بالمرعبة ماهي إلا رموز استعملها البناؤون الأوائل في القرون الوسطى ولها علاقة بفن العمارة والهندسة . يعتبر الزاوية القائمة والفرجار من أهم رموز الماسونية وهذا الرمز موجود في جميع مقرات الماسونية إلى جانب الكتاب المقدس الذي يتبعه ذلك المقر. وعند اعتماد عضو جديد يعطى له الحق باختيار أي كتاب سماوي يعتبره ذلك الشخص مقدسا .
يستخدم الماسونيون بعض الإشارات السرية ليتعرف بواسطتها عضو في المنظمة على عضو آخر وتختلف هذه الإشارات من مقر إلى آخر . في السنوات الأخيرة قامت قناة الجزيرة الفضائية وفي أحد برامجها بتقديم مشاهد تمثيلية فيها محاكاة لطقوس اعتماد عضو جديد في الماسونية زعمت القناة انها مستندة على مصادر موثوقة داخل المنظمة الماسونية وفي هذه المشاهد يمكن مشاهدة من تم وصفه من قبل القناة "الرئيس الأعظم" يطلب من العضو الجديد أن يركع على ركبتيه ويردد "الرئيس الأعظم" هذه العبارات:
"أيٌّها الإله القادر على كل شيء، القاهر فوق عباده، أنْعِم علينا بعنايتك، وتجلَّ على هذه الحضرة، ووفق عبدك -هذا الطالب- الدخول في عشيرة البنائين الأحرار، إلى صرف حياته في طاعتك، ليكون لنا أخاً مخلصاً حقيقيّاً..آمين".
وبعد مجموعة من التعهدات بحضور الاجتماعات والحفاظ على سرية الحركة وحسب قناة الجزيرة الفضائية فإن "الرئيس الأعظم" يتفوه بهذه الكلمات:
"إذن فلتركع على ركبتك اليسرى، قدمك اليمنى تشكل مربعاً، أعطني يدك اليمنى، فيما تمسكُ يدك اليسرى بهذا الفرجار، وتوجه سنانه نحو ثديك الأيسر العاري وردد ورائي: يارب كن مُعيني، وامنحني الثبات على هذا القسم العظيم".
وبعد أداء القسم وحسب قناة الجزيرة يطلب "الرئيس الأعظم" من العضو تقبيل الكتاب السماوي الذي يعتبره العضو مقدسا ويقوم "الرئيس الأعظم" بتهديد العضو بأنه "سوف يتعرض للطعن أو الشنق إذا ما حاول الهرب من صفوف المنظمة". من الجدير بالذكر ان الماسونية تعتبر ماقامت به قناة الجزيرة جزءا من ما وصفته بحملة منظمة لتشويه صورة الماسونية.







ليست هناك تعليقات: